Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
l association marocaine pour l enfant
11 janvier 2007

خواطر

آلام الطفولة في فليسطين

- أنام كل ليلة، وما أظن أن أحدا سيوقظني غير لمسات أمي. كل صباح

تضع يدها الحنونة على صدري، ثم خدي فتدب الحياة في كياني من جديد .

في ليلة باردة، وضعت كعادتي رأسي على وسادتي، فنامت عيني، وبدأت

-      

-       أحلق في سماء الأحلام، واللحظات السعيدة تداعب وجداني. فجأة،

-      

-       أفزع قلبي صوت رصاصة وقعت على باب دارنا. وجدت نفسي

-      

-       واقفة فوق سريري أرجف وأرتعد من هول ما سمعت وما أسمع .

أسرعت نحو الباب ولما فتحته أبصرت أبي مكبل اليدين. والغاصبون قد

صوبوا بنادقهم حوله ، وأمي تصرخ وتستغيث أردت معانقة أبي، أردت تقبيل

أبي، فارتميت على رجله وعلقت بها. وإذا بواحد من الوحوش قد ركلني

برجله، فتدحرجت حتى وقعت بين يدي أمي. حاولت الرجوع لكن قبضتها

كانت أقوى مني. اقتادوا أبي حتى إذا وصل عتبة الباب، إلتفت إلينا بوجهه .

كنت انتظر منه ولو كلمة وداع، نظر إلينا نظرة ذكرتني بما كان يردده دائما

: " لأن أعيش في سجن شريفا شامخا، خيرا لي من أن أسرح وأرتع في

غابة الذل والهوان."

مرت سنوات ولا خبر عنه إلا ما نبشر به من رأى في المنام . وبعدها

-      

-       سمعنا أنه معتقل خارج المدينة سياج من أسلاك شائكة تحيط

-      

-       بمخلوقات تشبه الإنسان في هيأته، وجوه مشوهة، وأجسام شبه عارية

-      

-       عليها آثار العذاب، وأطراف مكبلة أو معطلة، توجهت نحو أحدهم

-      

-       بعدما أشار إلي بالاقتراب منه، لعله يرشدني إلى أبي الذي طال

-      

-       غيابه. وقفت أمامه وأنا خائفة، والأسلاك المكهربة بيني وبينه.

-      

-       وسألته : أتريد شيئا ؟ سكت طويلا ثم طأطأ رأسه. ورفعه مرة

      

-       ثانية ليكلمني، لعله في حاجة لما يسد به رمقه ، والدمع قد سقط من

-      

-       عينيه.

" أنا، أنا ... أنا أبوك خالد يا بنتي. أحسست بجسدي أعياني حمله، فأغشي

علي ولم استفق إلا وأنا على فراشي وأمي بجنبي تداعب شعري.

-" أصحيح يا أمي، أهو أبي ذلك الرجل؟

-  فردت علي قائلة : لم يبقى من أبيك يا بنتي إلا إيمانه وثباته .

-       وأنا الآن أناديكم، يا عرب، يا مسلمين، أنقدوا أخاكم وخلصوه وعار عليكم

-      

-       أن أخاكم يسام العذاب، وأنتم على الفرش تتلذذون.

Publicité
Publicité
Commentaires
l association marocaine pour l enfant
Publicité
l association marocaine pour l enfant
Publicité